- أنا "زعلانه"على
الحب الذي صار مجرد "شهوة", على الكتب التي صارت رمز لـلثراء الظاهري
فقط , على القهوة التي صارت "موضة" *
و أنا حزينة على هروبي المستمر من صفقات "الحب" التي تقدم لـي
,حزينة لـ معرفتي بـ ضعفي و هُزلي أمام سيلٍ من المشاعر قد أغرق بها و لا أنجو ..
لأن قلبي بات يخشى الوقوع في الحب .. لأن الأمان يُترجم لدي (حياةٌ من غير حب) أو
(حياةٌ بلا رجل) .. تعلمت ألا أقدم الوعود
لـ أحد .. ألا .. "أبيع الكلام لـ أهل الكلام"** أن لا يأخذني الحماس بـ
إلقاء الوعود ثمّ أعلم أني لا أقدر على الوفاء .. و لأن الوفاء لا يتلبسني فقد
أهرب في أي لحظه بين غفوات الهوى .. أهرب حاملة ما تبقى لي من قلبٍ و بضع عقل يفي
بـ الغرض لإكمال الطريق .
الحزن يا عزيزي ذلك الذي يختبأ خلف محجر عينيّ .. تلك التي أُزينها كل يوم
بـ كحل و أرفع أهدابها بـ ماسكرا و ذلك
الحزن لا يختفي بل يُجملها .. و لعلي صاحبةُ عينٍ ناعسة -حزينة- قليل ما تشعُ بهجةً .. لأن الفرح لا يكمُن بـ
الضحك .. فـ أنا يا عزيزي أملك رغبات شاذة عن مجتمعي الذي أخبرني أن لا حياة لي من
غير اقتران بـ رجل .. و أنا صرتُ أكره الرجال و أحزن عليهم .. فـ صرتُ أرفض كل
صفقة "حب" ... فـ تبًا لهم .
"الأنـا" التي أملكها وصلت بي إلى الأنانية في كل شيء .. قد أغفر
لـ ذاتي بعد أن تَغيرت .. و حزني على من لم يَلحظ ذلك , صَبية الياسمين صارت توليب
منغلقة على ذاتها و نضجت ! لا أعلم أي
نضوج هذا لكن يكفي أنه أوصلني لـ مرحلة قادرة على حماية قلبي من العابرين .. الذين
لا يُخلفون سوى رُكام أحزان و ذكريات تعيسة , كفى .. كُفوا عن الرحيل .. ابقوا سـ
نرحل كلنا ذات يوم .. فقـط ابقوا .
و أنا يا عزيزي "يا عزيزي جدًا" لا تقف أحزاني هنا ! , يمتد
حُزني على الحُب الذي ألبسوه التُهم و هو بريٌء منها .. حزينة على الحُب الذي صار يسعى
لإشباع الشهوات لا بيت .. لا طفلٍ و فرحة تمتد لـ سنينٍ إلـى أن نَهرم .
حزينة على الحب الذي يُولد بـ العتمة .. بـ الخفاء بعيد عن أنظار العامة فـ
هو يَجلُب "العار" كما يقولون , الحُب يا عزيزي مثلنا ظُلم و قُتل
واضطهد.. لم يتمكن من لفظ أنفاسـه الأخيرة بـ سلام بل ذهب بـ بشاعة كما يَحدث لـ
أطفال فلسطين و سورية .
أما ذاتي الضائعة لم تجد الطريق المناسب لها , طفلة كما عهدتني أمي لا أحفظ
طُرق الذهاب و العودة دائمًا ما أضل الطريق و الآن أمي لا تَكفي لـ أعاود الرجوع
لـ سابق عهدي .. أحتاج ..لا أعلم ما أحتاجه لكن أطالب بـ ذاتي الضائعة بين زِحام
الأرواح .. فـ لترجع قبل فوات الأوان .
ذات مرة ؛ قلت
- امسكي بـيدي و لـ نسير تحت ظلام السماء و المطر
" نظرت لك بـ سخرية " - أي مطر تتحدث عنه !
لم أعي حينها المطر الذي كُنت تقصده بعد رحيلك افتقدته .. ذلك المطر الذي
ينسكب عليّ بـ عذب الكلام و الغزل .. ذلك المطر الذي يُحي الياسمين النائمة بـ
صدري و ثغري الذي يُشبه التوليب كما تقول .. يتفتحُ عطشًا لـ يروى بكَ , و أنا
"بستان الزهور" الذي لا أعلم كم وردة تُشبهني و قلت لي ذات مساء "أني
وردة نادرة و أني أنا أنت و أنتَ أنا" رحلت و أخذتني مني و بقيت من دوني
ضائعة .. تائهة أبحث عن طريق العودة .. و أيّ عودة أهي لكَ أم لي ؟
حزني الذي كنت تمسح عليه براحة يديك فـ يصيرُ فرحًا .. أصبحت أنتَ حُزني و
وجع قلبي !
________________
* @_Sana_albdr سـنـا
** في مخيلتي _ ريم الهاجري
No comments:
Post a Comment