عن شَجنها تحدثت .. ازدحام البهجة في عينيها أحدثَ عُرسًا من الفرح ,
شفتيها اللتان لم تَكُفى عن الكلام اللامفهوم , سعادتُها بهِ كانت لا توصف ...
دائمًا ما تبتهج المرأة عندما يدخل عالمها رجل أو يَندس فيها , تُصبح أكثرُ
جمالاً و اشراقًا و هذا غير مفهوم ..! تصير فراشةً تتنقل بين البساتين و هي في سُكرة
سعادتها بهِ , دائمًا ما تُحب المرأة تواجد الرجل في حياتها لكن .. حينما تُفقد
الواقعية في خيالاتها معهُ تنسى أو لعلها تتناسى أنه "رجلٌ شرقي" يكاد
ينعدم الأمل أن يتحلى بـ بعضٍ من العاطفة و أن يصبح شريك لا رئيس , أن يتقاسم
الحياة معها لا أن يكتفي بـ القاء الأوامر ...
النساء جميعهن - و أنا منهن - في مفترقات الحياة و طبقاتها الاجتماعية و
المادية يظلن تستهويهُنَّ الكلمة الرقيقة / اللمسة الحنونة / وردة يتيمة / رقصة
على معزوفات ظلام الليل .. يرتمين على خُضرة العُشب المبلل دون اكتراث , يُداعبن
النسمات المشاغبة , يُردن رجلاً لاشرقيًا !!
نحن-معشر النساء - لا نُحدد أقدارُنا .. سبب وجودنا هنا و انتماءاتنا الزائفة
لهذا الشرق كانت بسبب " صدفة بيولوجيا " لا يَد لنا بها , كما العدم
كُنا و صرنا هنا , نحن لا نختار " رَجُلنا " ذلك الذي نتقاسم معهُ حلاوة
الحياة و مُرها , نحن لا نتحدث معهُ كأنه جزء منا .. نظل نتمسك بـ الرسميات إلى أن
نهلك منهُ و يَهلك أجسادنا , نحن نتنازل .. نتنازل بكل ما أوتينا من غباوةٍ و لكنه
يأبى أن يتنازل عن قطعةِ خبزٍ من أجلنا , نحن كـ من يعبدُ آلهةً و يبحثُ عن رضاها
و مرضاتها و لكن دون جدوه .. بلادةُ الرجل الشرقي لم تتغير منذُ الأزل , نحن نحلم
بـ غمرةِ حنان وعواطفَ مجنونة بينما هو يعتقد أن هذه أشياء تافهة لا حاجةَ لها .
‘‘ نحن
الرجال لا نعطي شيئًا نأكل البيضةَ و قشرتها , ندعي التحضر , و نحن أكثرُ بدائية
من ضباع سيبيريا ندرس في جامعات أوربا و نعود أكثر توحشًا من دراكولا نُقدم الورد
لعشيقاتنا , ة ننشرُ رقاب شقيقاتنا بالمنشار ...
نحن الرجال , نضع في فمنا السيجار , و نتصرف بغريزة الجَمَل , نتمشى مع
صديقاتنا في حديقةٍ عامة , ..
نحن الرجال , خُلاصة الأنانية و شهوة التملك , و الاقطاع , نحن النفاق الذي
يمشي على قدمين ة الوُصولية التي تمشي على أربع .. ‘‘ *
و كما قيل " شهدَ شاهدٌ منهم " هكذا قال نزار عن بني جنسه .. !!
اهتمام "الرجل الشرقي " مِثلهُ تافهة تقتصر على
المال/الجنس/السلطة , لا يكترث مع أي جسدٍ يتحدث لكنه في النهاية يجب أن يُرضي غروره
, ذلك المخلوق الذي هُيأ له أن الحرام مُباحٌ له .. أن القلم رُفع عنه منذُ أن
تبينت معالم ذكورته , أنه مهما أخطأ يظل كـ ماءِ النهر يأبى التعكُر , هو الذي
يُقدم (الشرف و الاحترام) -كما يعتقد المجتمع- للمرأة هو الذي يرتقي بها أمام
سطحية البشر بينما هو عاجز عن الارتقاء
إلى الله .. عاجز أن يكون جيد لـ نفسه ,ذلك الفاشل إذ ارتبط بالمرأة يُحقق لها
النجاح وبجدارة يا الله .
؛
لا أتحدث عن الدين يا الله , لا أناقش بأمورٍ مُسلمة , أنا يا الله جيدة
.. جيدة كفاية لأن أستحق فرحًا بسيطًا , جهالة هذا الشرق يا الله تَجلب ارتجاجٌ
بالمعدة يُجبرها على التقيؤ بأي مزبلةٍ للتاريخ , المؤسف أن الحديث عنهم لا فائدة
منه فهم لن يتغيروا أبدًا .
الصبية هنا لا تمشي مع وردةٍ حمراء يا الله لأنه عيب أو اشارة لـ " الرذيلة
" وردةٌ يا الله ما ذنبها حينما ارتبطت بـ الرذيلة , الصبية هنا حينما تتجمل
تُتهم بـ" انحطاط الأخلاق و سوء التربية " في هذا المجتمع الذي يبحثُ
رجالهُ عن الجمال في كل شي .. في المرأة , يمتدح المتردية و النطيحة , المغنية و
الغانية , و تُلصق التُهم بـ صبية هذا البلد .
بشعون يا الله , يتحدثون عن الشرف و أي شرف يا الله , يرضعون الرذيلة حتى
يُفطموا , كُنت جيدة يا الله , جيدة لموعدٍ في آخر الليل / لـ سجدةٍ أجهشُ فيها
بكاءً لماذا يا الله و لماذا هم !! , جيدة لـ صباحٍ أجاهدُ نفسي لـ أبتسم و كل
سُبل الابتسامات استهلكت يا الله , جيدة لأني -مريم- فتاة التسعة عشر حُزنًا و
خمسةِ أشهر من الخذلان , لأن هذا القلب لم يبكي على الدنيا .. هذا يا الله يود
الكثير منك و القليل من الدنيا , يا الله هذا -القلب- نضج وحيدًا يتيمًا من
الأشخاص , يا الله لا تشاطر به أحدًا من خلقك , دعهُ وحيدًا .. وحيدًا لك يا الله.
في آخر الليل , الأحلام تتوسد أسرتنا قبلنا ,نحكي لها عن الذي مضى نستنجد
أن تتمسك بنا , يصيرُ الفجر و نحن نحلم , تنتهي الحياة و نحن نحلم , نحلمُ يا الله
هذا الذي نُجيدهُ كُل ليلةٍ يا الله .