Sunday, December 29, 2013

يا الله




عن الحنين الذي شاغب قلبي، و تلك الضحكة المندسة وسط ذاكرتي، عن كُل ما هو جميل و يستمد جماله منكَ...

- صباح الخير، كيف حالك؟ اشتقتُ إليك.


الأيام لم تقف بل استمرت في الدوران، الأرصفة امتلأت بالغرباء و لم تأتي، أمطرت السماء / ازدحم الكلام في   حنجرتي ...  
                                                     

- أين أنتَ، أريد أن أخبركَ عن كابوسٍ أرهقني ، متى أستطيع رؤيتكَ؟


بدأ المطر يبلل الأرصفةِ و الشوارع .. أركض مبتعدة عن المطر ، جدولي المزدحم بـ المواعيد.. زفاف صديقتي / اختباراتي / موعد طبيب الأسنان... و مازالت المواعيد تزداد و لا أجد لي معكَ موعد...


- أخبرتني أنك تُحب قهوتكَ سادة ، أنا أنتظركَ في نفس المقهى سـ أجلس في زاوية المكان - على الطاولة التي شهدت لنا بالكثير- متى سـ تأتي؟


لم أرتب قائمة أمنياتي لـ العام الجديد، لا شيء يغريني سوى عودتك ، أحتاجكَ أن تعود لي، أشتهي تلك الصباحات التي تبدأ بـ كوب قهوة أعددته لي، ألم أخبركَ أني أشتاق لـ وجهك في كل يوم / ضحكتك الدافئة و عيناك الناعستين!

 - أأنتَ مشغول! لماذا لم تُجب على اتصالاتي ؟  

أخشى عليك من الناس ، أخشى أن تُجرح .. أو تسهر ليلكَ متوجعًا بسببهم .. أنتَ طفلي أخشى عليك من كُل شيء و أي شيء, أخشى من 
 فكرةِ أنكَ سـ تُحب غيري و لن يحبوكَ كـ حُبي لكَ , سخر لكَ الرب قلبي كي يهواك أبد الدهر لا يَكل أو يملَ منك.. هذا الذي شَغِف بك يُمكنه أن يغفر لكَ كُل أخطائك .. فقط عُدّ مرةً أخرى.
     

- متى سـ أراك ؟

قُل لي ماذا أفعل بهذا القلب, بهذا الذي جُنَ بكَ و لكَ!
 إلى أين سـ أحمله و إلى من سـ أهديه ، من سيرعاه و يعطفَ على حالتهِ البالية
 أتعبتني قُل لي متى سـ  تعود ! فقط عُدّ و خُذّ كُل ما يعنيكَ معكَ..  انتزعه مني / أسبلهُ بـ القوى و ارحل لا تترك  لي شيء ..  حتى حروف اسمكَ خُذها معك.
                                               

يا وجعي قُل لي متى سـ تهدأ و تنام بـ سلام..

 - إذن فـ لتستمع لي, مذُ فترة يزورني الكابوس ذاتهُ أنكَ تركتي عند قارعة الطريق و أنتَ غاضبٌ فـ أنهيت ما بيننا و قتلت أحلامي قبل أن تخطوا خطواتها الأولى .. كُنت تُسرع في مشيتكَ و تشتم كل الأشياء التي ساهمت في جعلنا معًا, لا تعلم كم كُنت خائفة.. كُنت أبكي بـ حرقة, دعني أكمل لكَ ؛ في طريقكَ متجهًا لـ مركبتكَ لم تنتبه لـ تلك المركبة المُسرعة فـ صد...  ماذا بكَ لماذا هذا الصمت ؟ .. ألو ألوو !


تغيب الشمس،  تنام عينيّ وسط الدموع،.. و تنام أنتَ وسط الثرى قريرُ العين,
 أسنلتقي يا حبيبي؟


Tuesday, December 24, 2013

العشرون التي مضت

يا أمنياتي يا وجع السنين صيري حقيقة و اجعليني أبتهج ..



لو كُنت في الزمانات الخُرافية لـ تمنيت أن أكون سندريلا ، فـ بعد طول عناءٍ و تعب أصبحت أميرة .. أما أنا تمنيت أن تكون لي ثم أطفئت شمعة الـ عشرون عامًا و ابتسمت. .
                                          
بين الكلام و غصّة الحُزن تضيعُ أبجديتي .. يضيقُ قلبي فـ أعجز أن أصيغ دعوتي و كـ طفلة أدعو بـ " يا الله أنت تعلم بـ وجعي ، يا الله أنت تدري ما بـ قلبي "  أنتحب بين أحضان سجادتي و يبتلُ ثوبي بـ الدموع ثم أعي أني لا أقدر و أنت يا الله تقدر على كُل شيء فـ قُل لـ دعواتي كوني.

و الحديث عنكَ لا ينتهي مع صديقتي...      
- مو عارفه إنتِ فاهمه قصدي تعبت من الكلام!
- فاهمتچ، بس صبري ما باليد حيله.

يا صديقة مازلتُ أنتظر ذلك اليوم الذي تصيرُ فيه خيالاتنا حقيقة ، قد أخبرتُك يومًا سـ نضحك على سذاجتنا سـ نضحك لا تقلقي لن تضيع أمنياتنا.

عن العشرون عامًا التي مضت دون أن أدرك أني كَبرتُ بـ هذه السرعة ، دون أن أعي أن جدائلي و شرائطي استبدلتهم بـ حجاب/ حقيبة ظهري استبدلتها بـ حقيبة يد و دفتر صغير أخربش فيه أثناء شرح الأستاذ/ و ما عدتُ أحتاج لـ حقيبة طعام أو أن أستذكر دروسي مع أمي في
طريقي لـ المدرسة/ أو أن أخرج بعد سماع الجرس مُعلنًا انتهاء الدوام المدرسي ركضًا لـ أبحث عن من أتاني اليوم لـ يرجع بي للمنزل أمي أم أبي / ما عادوا ينتظروني على وجبة الغداء صار يومي مُنهك بين ممرات الجامعة  لـ آخر لحظة قبل الغروب، لا أعي العشرون عامًا و  ذلك القلب المندس بـ داخلي مازلت أستشعرِ شقاوتهُ يأبى أن ينضج .. كُن هكذا حتى ترقد بـ سلام.
                                                      
حياتنا التي تنتقل من مرحلة لـ أخرى، لـ التغيير الذي نُجبر أن نواكبه ..  متى سـ نستقر ؟
                                       
عن الصبية الثرثارة التي صارت هادئة /  ناضجة / عشرينية ، قطعت وعدًا على نفسها أن تبدأ من جديد و تعاود ممارسة جنونها لـ تنعم بـ حياةٍ أجمل .



على الهامش
~

مو حرام؟
أرسمك
 كل ليلة:
 شمعة ، وأنت ..
 ترسمني ظلام !*

مو حرام !