نعي أن الكلام سهلٌ جدًا إذا كان موجهًا لـ
شخصٍ عادي لكننا نتفق أن الكلام لـ من يهمنا أمرهم يكونُ صعبًا بل نحتاج لـ كثيرٍ
من الوقت لـ ترتيب الجمل و اعادة صياغتها ألاف المرات خوفًا من عدم وصول الفكرة
المراده إليهم, لن أتحدث عن كيفية الكلام أو إدارة حوارٍ ما فـ أنا ذاتي أفشل عند
محاولة اجراء أي حديثٍ عابر؛ أجيد الكتابة و التعبير بها فـ أنسى أني أملك صوتًا
لـ أتحدث به و حينما أبدأ الحديث مع أحدهم أبدأ شيئًا فـ شيء بـ خفض صوتي حتى أصل
لـ صمتٍ طويل أختبئ به بعيدًا عن صوتي الذي يأخذ بـ الدوران داخل رأسي و كـ أني
ارتكبتُ جريمة .
"الضمير" شيء حسي لا وجود
له, وصل بي الأمر إلى أن لازمتني "فوبيا" أن أجرح أحدهم بـ كلامٍ لم أقصده
فـ أسارع إلى توضيح الأمر و تكرار جملة "لم أقصد ذلك" "آسفه لم أقصد"
"هل
بك شيء!" ثم أبدأ بـ جلد ذاتي بل أصل لـ كره فعلتي و كرهي .. كرهي لـ سذاجتي
التي لا تطاق.
كُنت أملكُ صوتًا يملأ المكان, كُنت الصبية "الثرثارة"
التي لا تكُف عن الكلام, ثم فقدتُ صوتي في احدى الطرق العابرة..ضاع صوتي و الصبية
الثرثارة صارت صامتة عاجزة أن تعاود الحديث مرةً أخرى, فـ عاهدتُ نفسي أن أكتب حُزني
قبل فرحتي / خيبت أملي قبل نجاحي / انكساراتي قبل انتصاري..
~ عنـدما نكتب نتقاسـم مع النـاس
بعـض أوهامُنـا و هـزائمُنـا الصغيـرة ~ *واسيني الأعرج
*أحتاجُ حديثًا روحيًا لـ أعود إلى شقاواتي,
سئمتُ من أحاديثي ذات "الكلام الفاضي".