Thursday, August 29, 2013

الكـلام الفـاضـي*



نعي أن الكلام سهلٌ جدًا إذا كان موجهًا لـ شخصٍ عادي لكننا نتفق أن الكلام لـ من يهمنا أمرهم يكونُ صعبًا بل نحتاج لـ كثيرٍ من الوقت لـ ترتيب الجمل و اعادة صياغتها ألاف المرات خوفًا من عدم وصول الفكرة المراده إليهم, لن أتحدث عن كيفية الكلام أو إدارة حوارٍ ما فـ أنا ذاتي أفشل عند محاولة اجراء أي حديثٍ عابر؛ أجيد الكتابة و التعبير بها فـ أنسى أني أملك صوتًا لـ أتحدث به و حينما أبدأ الحديث مع أحدهم أبدأ شيئًا فـ شيء بـ خفض صوتي حتى أصل لـ صمتٍ طويل أختبئ به بعيدًا عن صوتي الذي يأخذ بـ الدوران داخل رأسي و كـ أني ارتكبتُ جريمة .

"الضمير" شيء حسي لا وجود له, وصل بي الأمر إلى أن لازمتني "فوبيا" أن أجرح أحدهم بـ كلامٍ لم أقصده فـ أسارع إلى توضيح الأمر و تكرار جملة "لم أقصد ذلك" "آسفه لم أقصد" "هل بك شيء!" ثم أبدأ بـ جلد ذاتي بل أصل لـ كره فعلتي و كرهي .. كرهي لـ سذاجتي التي لا  تطاق.
 
كُنت أملكُ صوتًا يملأ المكان, كُنت الصبية "الثرثارة" التي لا تكُف عن الكلام, ثم فقدتُ صوتي في احدى الطرق العابرة..ضاع صوتي و الصبية الثرثارة صارت صامتة عاجزة أن تعاود الحديث مرةً أخرى, فـ عاهدتُ نفسي أن أكتب حُزني قبل فرحتي / خيبت أملي قبل نجاحي / انكساراتي قبل انتصاري..
~  عنـدما نكتب نتقاسـم مع النـاس بعـض أوهامُنـا و هـزائمُنـا الصغيـرة ~ *واسيني الأعرج



*أحتاجُ حديثًا روحيًا لـ أعود إلى شقاواتي, سئمتُ من أحاديثي ذات "الكلام الفاضي". 

Sunday, August 11, 2013

شُباكُ حقيقة





لا أحبكَ كما يحبونكَ ، لا أريدكَ مثلما يريدونكَ

أحتاجكَ أن تكون وطنًا أنتمي إليه ، أن تكون مَلاكًا يبعثُ في نفسي روحًا من الأمل ، تصير ملجأ لـ الدموع الهاربة و الآهات المضطهدة ، تكون شمسًا لا تغيب تضيء عتمة الدروب..تشع الدفء في جوارحي المنهكة.

أحتاجُ حبًا يزيح كل الأثقال عن كاهليّ ، يُخبرني أني جيدة لـ الأيام القادمة ، لـ حبٍ ينمو وسط حقلٍ من الزهور..

أحتاجُ سعادةً لا ترتبط بـ شيء ، تكون سعادةً أبدية من دون أسباب..

أتعي حجم سعادتـي بـ كركبتي الصغيرة ، تلك التي تنام يمين سريري ، شرودي المتواصل بـها و سؤالي المتكرر "أبدأ بـ من؟" ثم أني أحب زحمة الأشياء من حولي فـ هي تشعرني أن الكون مازال بـ خير، أأنتَ بخير ..!
؛

- ماذا تنتظرين ؟

أنتظر اتصال يبدأ بـ "اشتقتكِ" -

- و أيضًا ماذا تنتظرين؟

- أنتظر رسائل ورقية و أظرف زهرية و ياسمينة مجففة أخبئها بين أجمل كتابٍ لي, يا الله الرسائل جميلة ..

- أيوجد شيء آخر؟

اممم, هناك الكثير فـ أنا أجيد الانتظار دائمًا..-

؛

‏عينأي اللتان لن تراك مرةً أخرى ماذا أقول لهما ؟
يدأي اللتان لن تُداعبا تقاسيم وجهكَ أو تلعبا بـ شعرك ماذا أقول لهما ؟

 نسيتني .. و  أنا ضلعٌ أعوج إلى من سـ أستند على كتفيه لـ يخبرني أن كل شيءٍ بخير! فـ أنتَ كـ نزيفٌ وسط صدري و نبضٌ لا يهدأ و جرحًا ما أن أمسه يُعاود الصراخ "أتركيني لـ حالي" ثم أعود لـ صمتي لـ الكلام الذي لا يُقال و لا يُسمع...


‏أقبلُ جبين حُزني كل ليلة لـ أخبره
"
مهما كنتَ بهذا العمق سيجيء يومًا لـ تصبح فرحًا, نَم بهدوء"


~عرفت أناساً كثيرين ولكني ما زلت في حاجة الى من يهزني بعمق*~
و نسيتُ أن أخبرك عن الضجيج الذي أحدثه حضورك
عن الكركبة التي ملأت قلبي بها
و نَم بـ هدوء بين ذكرياتي ...

*واسيني الأعرج