Thursday, March 28, 2013

جَديلةُ ياسمين



By: Rabab 
Insta: R_akrouf


تعال معي نسترجع الماضي , أُذَكِرُكَ بنفسـي , أنا .... ؟
أو تعلم لا داعي أن أٌخبرُكَ من أنا ... في منتصفِ حديثي ستعرفني .. ؟!

جُئتُكَ كما لو أني أميرةٌ من العصور المُخمَلية مؤنقة ً بفستانٍ من حرير و طوقٍ من الياسمين و جدائلُ شعري الطويل الذي لطالما أخبرتني كم تحبهٌ و تعشق سواده القَمريّ , كُنت ضائعة أنذَك و الذاكرة خذلتني .. خذلتني لدرجةِ أني لا أذكر تفاصيل ذلك اليوم سوى أني انبهرتُ بقامتكَ الطويلة و سُمرةَ بشرتِكَ الشَرقية .

هذا كله لا يهم , لم تعرفني إلى الآن .. ؟!

صغيرة كُنت بحجم سُنبلة تُناضل للنمو بين غَفرٍ من الأزهار , و لأني هادئة بطبعي فَكنتُ لا أحدث ضجةً إلا في داخِلك .. و كما تعرف فأنا المدلَلةُ في بيتِ العز و لا أحد ينكر جنونه بي , ظَلَلتُ كـ فراشة تجوب حول الألعاب و أنتَ تُرمقني بنظراتِكَ لم تتحرك أبداً و عجزت عن التفوه بأي كلمة , ما زلتُ ألعب إلـى الآن !

وعدتُكَ أن أُجنِنَكَ , و أن أجعل منكَ مخبولـي "أنــا" و لأني وَفـيه بوعودي , سببتُ لـكَ "الزهـايمر" قبلَ موعِدهِ , و لأنـي لـم أنسـى تِلكَ اللحظـات التـي قَضيناها معاً خَلفَ ظُلمة الليل , باتت مُملة و مُزعجة من ذكـريات , و لأنـكَ ما عُدتَ تَذكرني اعتزلتُ اللعب , و قَصَصتُ شعري الطويل و نزعتَ الحرير عن جَسدي .

//

و بعد مَضيّ السنين صرتَ مجرد ذكرى للعـابرين , حتى اسمي لـم تَذكرهُ , لا تقلق لن أُعاتبُك فأنتَ كَبرتَ و خانتكَ ذاكرتكَ , أنا المدللةُ يا حبيبي إحدى بناتك سَلبت مني اسمي و سَلبت مكاني في قلبِكَ .



أعلم أن هذه الرسائل سَتنام في صندوق البريد عند بيتِكَ الريفي , و أعلم أيضاّ لن يَتَسنى لأحد بقراءتها , و أنتَ في جوف الأرض لن تستمتع بحروفي , و كما أحببتني و أحببت الياسمين على عُنقي فهو فوقَ قبركَ كل يوم يُداعب بقاياكَ و يُخبركَ قصَصاً لا يعلمها إلا نحن .. و نحن لم نتغير .




No comments:

Post a Comment