ظلام...
عندما نُهلك
أرواحنا وسط العتمة غير مبالين لـ أي يد تلوح لنا لـتنقذنا / كلمة أو نصيحة قد
تنتزعنا من القاع الذي نختبأ فيه بعيدًا عن النور, لأنه الأمن و السلام لنـا, لأن
أكثر الأماكن حنينيةً و دفء فـ إننا لا نُجازف .. نخشى الخروج لـ النور و الضوضاء فـ
نظل وسط العتمة نبحثُ عن راحتنا, إيماني الذي يُبقيني يقينه أنه لا يوجد شخص يفهم
حُزني أو يمكنه قراءته وسط عيني سوى ذاتي .. لا أحد غيري يفهمهُ و يمسحُ عليه حتى
يهدأ و يسكُن, لأننا دائمًا ما نبحث عن ذلك الشخص الذي يختصر علينا الكثير و
الكثير من الكلام لأنه يفهم ارتعاش القلب عن موضعه و اضطراب الحروف حين تخرج و تصطدم بـ الهواء لـ
تستقر وسط أسماعهم..
؛
ذات مره أخبرتني أن الحزن جميلٌ عليّ ، حينما
رحلت أخذت ضحكتي فصرتُ أتجمل بـ حزني أرجع لـي ضحكاتي و ارحل!...
لا يهم أين ترحل ، ضياعي بين ذاتي أفقدني من أكون ، كان لابد أن تكون أمين قبل أن
ترحل و تترك ممتلكاتي لـي ، ابتسامتي/صوتي/بَصري/لمساتي... أرجعني!
في صدري جعبة كبيرة من الـ"آسفه"
أهديها للعابرين ، لستُ أذكر أني أخطأت في يوم بحق أحد ؛ لكن آسفه لذاتي التي
خذلتها كثيرًا , آسفة بكل
ما أوتيت من عقل حينما خضتُ معك مشوار الحب المجنون ... آسفه !
.. أتعي كيف أخذل ذاتي و تريد أن أبحث لرضاك ؛ أنا في حيرة أريد
رضايّ أبحث عن عذر لكل الخذلان الذي قدمته لذاتي + فعلاً لا أبالي بكَ للأسف... لأن قلبك لا
يَعي حجم القسوة التي يُخلفها من بعده ، و
لا يَعي لسانكّ مدى بذاءتهِ في تنسيق الحوارات ، و لا يعي قلبي مدى الغفران الذي
تكتسبه... أتعي يا
رجُلاً كم أتعبت هذا الجسد المُرهق، هذا الذي يعجز أن يقف صامدًا تحت شمس "الصيفية" /
يعجز عن السير لـ مسافاتٍ طويلة، ترهقهُ جدًا..
ترحل مخلفًا ورائك جسدًا لا يقوى على النهوض، أعود طفلة لـ حضن أمي.. أبكي توجعي و
وجع قلبي يا رجل ...وجعي أنتَ..
أكرهُك حينما تتركني طريحة الفراش و المرض..
لا أقوى على حياةٍ لا تحمل دفء صوتك و عذوبة
كلامك..
لا أقوى على هذا الكون.. إما أن أقُتل على يدك أو أن تموت و ترحل من
هذا الوجود..!
’ ثم أهمسُ في أذن هذا
الكون المُتوجع الذي لم يجد السلام ، وفي قلبي ضجيج لم يهدأ ؛ و مازلت أبحث عن السلام دون
أن أجد لـه طريق !
لا أعي ما هي الحياةُ من بعدكَ ، تلك الضحكات
أصبحت صامته لا تود أن تخترق السماء ، تلك اليد لا تود سوى يداك لـ تكسر حاجز برودتها , مازلت أبحث
عن "الوعي" لـِ أدرك هذا الكون و تصرفات سُكانـهِ !! مازلت أحتاج لـِ
وعي !!
؛
قالتها بـ ملء حُزنها " فـ لترحل,
لعنةُ الله عليك, قتلتَ السعادة في قلبي .. ارحل و أتركُني بـ سلام.."
لا شيء كـ انكسار القلب وسط الضلوع, لا
شيء يمكنهُ أن يجبر كسرك سوى "النسيان" و أنا أعجز عن النسيان, لكننا
نتناسى لا ننسى بل نركُن كُل الذكريات جانبًا مُدعين النسيان, ليس من السهل أن
تنسى شخصًا قد عبر محيط حياتك.. لا تقدر على نسيان صوتهِ/ ملامحهِ/ ضحكتهِ و عطرهِ
.. لا ننسى ذلك الشخص الذي لطالما ارتمينا في حضنهِ نبكي/ نضحك أو نبحث عن الدفء
أو قد نكون مشتاقين...كيف ننسـى!
؛
مرت ثلاث سنوات
على آخر لقاءٍ لنا, رحلت تاركًا الكثير
وراؤك.. تاركًا صوتك وسط ملفات حاسوبي, صورك المخبأة بين صفحات كُتبي, رائحة عطرك
و امتزاجهُ بـ دخان سجائركَ, اشتقتُ لـ أحاديثنا العابرة و الكلام آخر الليل, لـ
حكاياتنا و مداعباتنا, لـ نظراتكَ التي تتوه في المكان و لا تستقر بـ عينيّ,
تأتأتكَ و لعثمة الكلمات حينما تُخطئ ثم تضع كلتا يداكَ على وجهك مُرددًا "
آسف, أعلم أني أخطأت والله آسف" يصير قلبي كـ قلبِ أم تعجز أن توبخ صغيرها,
أأخبرتُك مرةً أني أشعر بـ أنكَ كما لو كُنت صغيري؟ ألا تعلم أن الله سخر لكَ قلبي
الذي لا يستطيع أن يقسو عليك.. بـ الله عليك لماذا تفعل كُل هذا بي؟ لماذا تتركُني
وسط حُزني أغرق و أغرق و تأبى أن تمد لي حبل النجاة! لماذا لا أشعر أنكَ تُحبني
كما كُنا في السابق؟ لماذا أحُن لـ السابق دائمًا؟ أأنتَ تغيرت أم أنا!
~حزنك
يا صديقي الذي ستخلفه خلفك,
ووجعك
المغلف في أكثر من أُغنية,
ووهج ضحكتك
الطويلة
التي تُشبه شعاع الشمس
المُغروس في فاه المطر,
يجب أن
تدفن*~
*رُفيع