لـ صمتي الذي يمتدُ لـ ساعاتٍ و ساعات من سـ يعيد صوتي و شقاوتي لـي!
أن يجيء ذلك اليوم الذي تكاد تقسم أنكَ لم تعد تعرف من أنت ؟ و تسأل و
تنادي إلى أن تتجرح حنجرتكَ "أين أنا, لماذا لم أعد أعرفني",
تفيق من نومك على ظلامٍ دامس.. ترتطم قدماك بـ أشياء كانت تعني لك و الآن هي مجرد
جمادات لا أكثر تسعى لـ بصيص نورٍ لـ تعاود رؤية طريقك و لكن تستمر تحت رحمة الظلام, بكائك الذي أذبل عينيك لم يكن
هناك أحدٍ يربت يداه على كتفيك لـ يخبرك "أنك
بخير" .. لم تجد من يمد لكَ يد المساعدة لـ يخرجك من ظلام نفسك و بقيت
تنتحب على فراشك و تبدأ بـ الأنين , تشد بـ كلتا يداك الغطاء و تعض أصابع الندم,
تغوص و تغوص بـ خيبتكَ و لا تجد من يهوّن عليك مصيبتُك!
تسير بين البشر, ترى أشياءً تُشبهك ثم تعاود السؤال "أين
أنا", تضيق بكَ الأرض و الذين تعرفهم ما عادوا يبحثون عنك بعد غيابك, حزنك
الممتد على صدرك لا أحد يطبطب عليه, عيناك لم تعد تميز إلا الظلام, جسدك لا يرتاح
إلا إذا أظلمت الدنيا.. لـ تصبح كائن يحيى في الظلام!
كيف تجد ذاتك؟
من أين تبدأ؟
من تسأل و من يجيب عليك؟
ثم تختنق بـ الأسئلة, تتحشرج روحك بين الأرض و السماء تصرخ في داخل " اذهبي
أخرجي لا تعودي" و تغفو بين انكسارك و سيلٍ من الدموع .. لا أحد يجركَ وسط حضنه لـ
يقول "لا تفعل ذلك بنفسك".
كُنا بشر, خُلقنا لـ نكون بشر لا أن نتقمص حياة الحيوانات في الغابة, (عندما
نتعدى عَتبة الطفولة نموت*) كُنا أطفال ثم أصبحنا وحوش تنعدم الرحمة في قلوبنا, صرنا أكثر حسدٍ و
بغض, ثم نبكي أمام الله " لماذا يا الله" و كأننا كُنا ملائكةً تمشي بـ
سلامٍ على الأرض, كُنا جيدين بما يكفي.. لماذا أصبحنا بهذا القبح!
على الهامش:
يارب
لمّا
تنام فـ..أضلعي ذكرى
- و شلون أفضفض لنفسي ، وأزعج ضلوعي؟! - يمكن تهج، و أرد لـ دمعتي أقرا - ويمكن
ترد ، وأهج وأسكن دموعي !**
*واسيني الأعرج
**حابس المشعل